غوتيريش: «المنسقون المقيمون» أكبر قوة حشد لـ«الأمم المتحدة الإنمائي» (فيديو)
غوتيريش: «المنسقون المقيمون» أكبر قوة حشد لـ«الأمم المتحدة الإنمائي» (فيديو)
يجتمع المنسقون المقيمون في مقر الأمم المتحدة الشهر الجاري، لعقد سلسلة من الجلسات التفاعلية مع الأمين العام للمنظمة ونائب الأمين العام ومديري مجموعة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وممثلي الدول الأعضاء، لاستعراض التقدم والتحديات، بعد 4 سنوات من إصلاحات نظام الأمم المتحدة الإنمائي، وكان هذا حول أول تجمع شخصي لهم منذ ظهور الوباء.
وخلال لقائه معهم، دعا الأمين العام أنطونيو غوتيريش المنسقين المقيمين إلى الحفاظ على طموحات عالية، لأنهم يمثلون “أكبر قوة حشد لنظام الأمم المتحدة الإنمائي”، لصياغة حلول في البلدان في وقت يشهد تحديات لا تعد ولا تحصى.
وحذر الأمين العام، من عام صعب آخر مقبل، والحاجة إلى دعم الأمم المتحدة على نطاق أكبر من أي وقت مضى، قائلا: "أمامنا طريق طويل".
ومن جانبها، قالت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد، إن إصلاحات نظام الأمم المتحدة الإنمائي تحقق نتائج جيدة، مشيرة إلى أن 95% من الحكومات المضيفة تؤكد أن نظام المنسق المقيم المعاد تنشيطه والجيل الجديد من فرق الأمم المتحدة القطرية أكثر تكاملاً وتعاونًا.
وأضافت: "في الوقت نفسه، ندرك أنه لا يزال أمامنا طريق طويل، وأن الأزمة العالمية التي نواجهها رفعت المستوى أعلى"، وسلطت الضوء على الأولويات الرئيسية للعام المقبل، والتي حددها الأمين العام في اجتماعه مع المنسقين المقيمين.
وقالت "أمينة" عن المنسقين المقيمين: "إنهم يخففون من تأثير أزمة تكلفة المعيشة العالمية، ويعززون العمل المناخي، ويسرعون التحولات الاقتصادية العادلة عبر الطاقة والأنظمة الرقمية والغذائية التي تمكّن الناس وتحمي الكوكب"، وذكرت الإجراءات المطلوبة لدعم هذه الأولويات، مثل التمويل.
وأوضحت المسؤولة الأممية: "لا يمكن أن يحدث التغيير التحويلي والانتقال العادل بدون الاستثمارات المالية بسرعة وعلى نطاق واسع، وبدون إصلاحات كبيرة لهيكل التمويل العالمي لدينا".
وشددت "أمينة" على أن عام 2023 يجب أن يكون العام الذي تسرع فيه البلدان التحولات التي ستعيد تشكيل الاقتصادات وتقويها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، قائلة "معًا، يجب أن نرفع مستوى الطموح والإلحاح اللازمين للقفز من الأزمات المتعددة التي نواجهها، ونحقق معًا أهداف التنمية المستدامة".
وأشاد العديد من ممثلي الدول الأعضاء في الاجتماع بالمنسقين المقيمين لدورهم في ضمان تنفيذ خطط العمل الحاسمة التي تدعم التنمية المستدامة في بعض أكثر بلدان العالم ضعفا.
وقال سفير بربادوس، فرانسوا جاكمان، إن الإصلاح "نجاح بلا تحفظ"، مضيفًا أن الدول الجزرية الصغيرة النامية تستفيد، بما في ذلك من خلال الاستجابات المتكاملة للكوارث الطبيعية.
ومن جانبه قال، سفير باكستان ورئيس مجموعة الـ77 وائتلاف الدول النامية في الصين، منير أكرم، قال إن حكومته ترى أن إصلاح نظام الأمم المتحدة الإنمائي "كان تمرينًا ناجحًا".
وأثناء وجودهم في نيويورك، أخبر المنسقون المقيمون من مناطق مختلفة أخبار الأمم المتحدة كيف تُحدث الفرق القطرية فرقًا في وقت حرج بالنسبة للمجتمع الدولي.
ذروة الوباء
وصلت سيلفيا روكس إلى البرازيل منذ عام ونصف تقريبًا، في ذروة الوباء.. كان الوضع صعبًا، لكنها شهدت مدى توحد 25 وكالة وصناديق وبرامج تابعة للأمم المتحدة في البلاد في مواجهة الأزمة.
قالت: "عندما نفكر في إصلاح الأمم المتحدة، فإن البرازيل هي مثال جيد لكيفية عمل هذه الوكالات معًا.. حشدت الفرق الموارد والإمدادات والأدوية، خاصة لدعم السكان الأكثر تضرراً، مثل مجتمعات السكان الأصليين".
وأضافت "روكس" أن منظومة الأمم المتحدة في البرازيل تعمل في مجالات رئيسية أخرى، مثل المساعدة الإنسانية وحقوق الإنسان، بالإضافة إلى تعزيز التنمية في الوقت الذي تصارع فيه الحكومات الأزمات المتتالية التي تشمل الغذاء والتمويل والطاقة والمناخ والتعافي من جائحة "كوفيد-19"، يتقدم موظفو الأمم المتحدة في الميدان لمساعدتهم على مواجهة هذه التهديدات للتنمية المستدامة للجميع.
وفي ختام الاجتماع، أكد السفراء وقادة الأمم المتحدة مؤخرًا دعمهم للمنسقين المقيمين للمنظمة، الذين يقودون فرقًا تخدم أكثر من 160 دولة وإقليما، والذين يبلغ عددهم 130 من كبار المسؤولين، هم الممثلون المعينون من قبل الأمين العام في الميدان وينسقون الأنشطة التنفيذية للأمم المتحدة من أجل التنمية.
وأكدوا أن هذه الأنشطة ضرورية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs)، التي وافقت عليها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة قبل 7 سنوات، والتي تعد بعالم أكثر عدلاً وإنصافًا و"خضرة" بحلول عام 2030.